صفحات منسيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالِيَّة (8)
سقوط الإمارة الأَلْبِيَّة الإسلامية
تَكاتُف الجُهود النَّصْرانية الأوروبية لدَفْع صَوْلة العِصابات[1] الإسلامية الأَلْبِيَّة:
طالما سَعَى أُناسٌ في جَمْع كلمة الملوك والأمراء على قتال هؤلاء، ففشلت مَساعِيَهم بما كان من اختلاف الكلمة، بل كنت ترى أحيانًا بعض الرؤساء يسْتَظْهِرون بالعرب على أبناء جِلْدَتهم.
وذكر فلو داورد أن راهبًا اسمه رودلف، من رُهبان سان موريتز، وجّه خِطابًا إلى الملك لودفيك الرابع، يُذَكِّرُه فيه بالأعمال العظيمة التي قام بها سلاطين جِرْمانِيَّة في المحافظة على هذه الجهات، ويَسْتَعْدِيه على العرب، ويَسْتَمِدُّه لإماطَة مَعَرَّتِهم، وتَرْميم ما خَرَّبوه من قُبور القِدِّيسين[2].
ولما ضاق ذَرَعُ الأهالي جميعًا بهؤلاء المسلمين، لا سيما أهل بروفنس، وسويسرا، وإيطاليا، عَزَم هوغ كونت بروفانس على أن يَنْصِب نفسه لحربهم، واستصال شأفتهم، وذلك بعد أن عَقَد الصّلْح مع ألبريكوس، خَصْمه الذي كان ينازعه على مملكة لومباردية ـ شمال إيطاليا وشمالها الغربي ـ وقرر أن يتَوَلَّى كِبْر هذه المسألة، ويطرد العرب من تلك الديار، ويستولي على مَعْقلهم الأَشَمِّ في فراكسينه، والمَرْسى الذي لهم في خَليجها.
فاستنجد هوغ صِهْرَه صاحب القسطنطينية؛ ليمُدَّه بالأسطول، وبالنَّار الإغريقية، فحَضَر الأسطول، وهاجم المسلمين من البحر، وأحرق بالفعل مراكبهم في خليج سان تروبس، بينما كان هوغ ومن معه من الأهالي يهاجمون حُصَونهم في جبل فراكسينة من البر، وضاق بالمسلمين الخِناق، فاعتصموا بالجبال، وأعيا أمرَهم هوغ.
الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/World_Muslims/0/24319/